كيف تتغلب على الخجل أو الخوف الزائد أثناء التحدث بالإنجليزية أمام الآخرين؟ حلول واقعية
في دراسة عن الخجل أُجريت على شريحة عمرية من سن 18-21 سنة من 8 دول مختلفة، بينت هذه الدراسة أن الخجل يوجد في جميع الثقافات بلا استثناء، وأن من أكثر الدول التي ينتشر فيها الخجل هي على الترتيب: اليابان وتايوان والسكان من أصول يهودية المقيمين في الولايات المتحدة الأمريكية. (مصدر المعلومة)
لست وحدك، كلنا نخجل
أغلب الدراسات بينت أن الخجل صفة مشتركة بين الناس، معنى ذلك عزيزي القارئ؛ أنك لست وحدك الذي تعاني من هذه الظاهرة، وأننا بطريقة أو بأخرى نمر جميعاً بموقف ما نشعر فيه بالخجل، والمطلوب منك هنا هو ألا تعطي الأمر حجماً أكبر من حجمه وأن تدرك من بداية هذا المقال أنك لست وحدك وأننا جميعاً في الخجل سواء.
لكن بالرغم من ذلك لا تستسلم للخجل
ليس معنى أن الخجل ظاهرة عادية ومشترك بين الناس أن تستسلم له ولا تحاول التغلب عليه، فللخجل أضرار مادية واجتماعية ونفسية خطيرة منها على سبيل المثال لا الحصر:
- الانسحاب والعزلة الاجتماعية
- الفشل في تكوين صدقات جديدة
- التأثير السلبي على الاختيار الوظيفي
- عدم القدرة على إقامة علاقات سوية مع الجنس الآخر
- عدم القدرة على تنمية المهارات الشخصية
كيفية التغلب على الخجل أو الخوف أثناء التحدث باللغة الإنجليزية
سنتناول هنا الطرق التي يمكننا بها التغلب على الخجل أو الخوف المرضي أثناء التحدث باللغة الإنجليزية أمام الآخرين لكن بالرغم من ذلك يمكن تطبيق بعض هذه الطرق أو الحيل للتخلص من الخجل في المواقف الاجتماعية المختلفة.
التماسك والكتمان أول مراحل العلاج
لا أحد على وجه الأرض يمكنه معرفة أي مشكلة شخصية لديك إلا إذا أظهرت أنت له هذه المشكلة بنفسك، إذا أظهرت امام الآخرين – تحدثاً أو سلوكاً -أنك تعاني من الخجل أثناء التحدث باللغة الإنجليزية ففي هذه الحالة ستزيد ردود أفعال هؤلاء من حجم مشكلتك.
تأثراً بما سبق؛ لا ينبغي عليك أن تصارح الآخرين بخجلك، تماسك وأظهر لمن أمامك قدر الإمكان بأنك منفتح وأنك تحاول أن تتعلم ولا يضيرك أي تعليقات سلبية عن مستوى أدائك في اللغة الإنجليزية وبخاصة أثناء التحدث.
التخلص من الانسحاب الطفولي
هناك الكثير من الناس لا يدركون أنهم بالفعل قد انتقلوا من مرحلة الطفولة إلى مرحلة البلوغ، فتجد أن سلوكهم بطريقة أو بأخرى لا يزال متأثراً بمرحلة الطفولة وبناء عليه تراهم يجفلون ويرتبكون أثناء التعامل مع الغرباء أو مع من هم أكبر منهم سناً أو مكانة، من أجل ذلك عليهم أن يدركوا أنهم لم يعودوا أطفالاً وأن شخصياتهم أصبحت ناضجة مثلهم مثل الآخرين.
وكما قال عمرو بن العاص” المرء حيث يضع نفسه”، أي أن توجهك العقلي والفكري عن ذاتك هو ما يصنع الفارق، فإن كنت مصاب بالخجل أو الخوف الزائد من التحدث باللغة الإنجليزية أمام الآخرين فعليك أن تدرك أنك لم تعد طفلاً بل إنسان كامل بالغ وأن الذي أمامك مهما كان عمره ومهما علت مكانته الوظيفية أو الاجتماعية فهو إنسان مثلك وقد تكون له مشاكله الشخصية التي قد تفوق مشكلة الخجل التي لديك.
إقرأ أيضاً: كيفية التخلص من من الخجل عند الرجال طبقاً لسيجموند فرويد
لا تقفز على الزمن حتى لا يأكلك
مقارنتك مستواك في اللغة الإنجليزية مع من هم أكثر تقدماً منك أمر إيجابي ولا غضاضة فيه طالما أن هذه المقارنة ستحثك على بذل المزيد من الجهد بغية تطوير مستواك، لكن إذا كانت هذه المقارنة ستضيرك وستسبب لك الانسحاب أو الخجل فهنا لا تقارن نفسك بهم في البداية.
عليك أن تكون واقعياً مع نفسك وأن تدرك أن الذي تراه يتحدث بطلاقة اليوم كان مثلك بالأمس وأنه لم يولد هكذا وأنك لكي تصل إلى نفس مستواه، عليك أن تمر بما مر به هو من خبرات ومعاناة وتجارب كثيرة من المحاولة والخطأ، فهذا الشخص كان مثلك يوماً ما وربما كان أكثر خجلاً منك، فلا تستبق الأحدث ولا تقفز على الزمن حتى لا يأكلك الزمن.
التمييز بين المهارات المختلفة في اللغة الإنجليزية
في بداية حياتي العملية كمترجم صادفت مترجمين يتحدثون اللغة الإنجليزية بطلاقة يصعب التفريق بينها وبين طلاقة أهل اللغة الأصليين، لكن حينما كانوا يكتبون نصاً تجدهم يرتكبون كبائر في اللغة تصل إلى مستوى كتابة car هكذا kar، ويعلم الله أنني لا أبالغ في هذا.
حري بك أن تدرك الفرق بين المهارات المختلفة لتحدث أي لغة أجنبية ومنها بالطبع اللغة الإنجليزية، عليك أن تدرك أن مهارة التحدث هي مهارة من ضمن المهارات اللغوية المختلفة، قد يكون مستواك متواضع فيها اليوم لكن قد تكون مهارة الاستماع أو الكتابة لديك متطورة.
ركز على ما تعرفه وكن فخوراً به وحاول تطوير القصور لديك ولا تخجل من الأخطاء لأن الأخطاء التي ترتكبها هي درجات السلم الذي ستعينك على الوصول إلى القمة فيما بعد.
ضع خطط للتطوير محددة ويمكن قياسها
جميل جداً أن تحدد خطة لتطوير مهارة التحدث لديك، لكن ليس جميلاً أن تكون هذه الخطة مطاطة وغير محددة، لا ينبغي عليك أن تقول “سأتقن مهارة التحدث باللغة الإنجليزية خلال أسبوع” بل عليك أن تقول مثلاً ” سأتقن التحدث عن غلاء الأسعار باللغة الإنجليزية هذا الأسبوع”.
يجب أن تكون خطتك واقعية ومحددة ويمكن قياسها حتى لا تصاب بالإحباط في حال عدم القدرة على الإيفاء بتنفيذها، حدد مجالات ومواقف مختلفة لتتحدث عنها باللغة الإنجليزية كل أسبوع، قل نفسك مثلاً:
- سأتعلم كيف أواسي شخصاً باللغة الإنجليزية في يوم كذا.
- سأتعلم كيف أتحدث عن كرة القدم في يوم كذا.
- سأتعلم كيف أوجه الشكر لشخص بصيغ مختلفة في يوم كذا.
- سأتعلم عبارات الاتفاق والاختلاف في الرأي مع شخص ما في يوم كذا
هذا هو ما نقصده بالأهداف المحددة والواقعية، كذلك لا تنسى تدوين هذه الأهداف وكتابتها في مذكرة حتى تراقب التزامك بتطبيق أهدافك وأيضاً لقياس مدى تقدمك وتطور مستواك مع مرور الوقت.
تعلم الكثير من العبارات المفتاحية باللغة الإنجليزية
عليك أن تحفظ الكثير من الجمل الجاهزة باللغة الإنجليزية (نطقاً وتركيباً) لأنها ستكون بمثابة قوالب جاهزة ستعينك كثيراً أثناء عقد أي محادثة باللغة الإنجليزية، هذه الجمل والعبارات الجاهزة يطلق عليها العلماء “المدخلات”
جميع اللغات يتم تعليمها بالأساس عن طريق المدخلات، إنها أسرع وسيلة من وسائل التعلم! وأنت طفل صغير، تعلمت بالطبيعة لغتك الأم، لأنك محاط من صغرك بالمدخلات المتمثلة في الأسرة والأصدقاء والبيئة المحيطة.
من فضلك اقرأ هذا الموضوع الهام من هنا عن المدخلات وأهميتها في إتقان التحدث باللغة الإنجليزية
تعلم كيف تتردد باللغة الإنجليزية
أثناء عقد محادثة مع أحد الأشخاص باللغة الإنجليزية قد تصادفك كلمات أو عبارات لا تعرف معانها، وهذا طبيعي وجميعاً يحدث معه ذلك، في هذه الحالة ربما تتوقف أو تتأتأ أو تطيل كثيراً من كلمة (هااااااا).
لذلك من الأفضل أن تتقن كيف تتردد باللغة الإنجليزية أو ما يطلق عليه في علوم التواصل الاجتماعي Gap Fillers أو hesitation devices ، وقد تكون تعبيرات التردد هذه مجرد حركات جسدية أو تعبيرات بالوجه أو اليدين أو حتى عبارات جاهزة وهناك الكثير من الأمثلة على هذه العبارات في كل اللغات ومنها اللغة الإنجليزية التي تحتوي على الكثير هذه العبارات التي تُقال في مواقف مختلفة، ويمكن مشاهدة الفيديو التالي للتعرف على بعض هذه العبارات:
التخيل المسبق للحدث
إذا كنت مقبلاً على مقابلة وظيفية (انترفيو) أو على اجتماع في العمل في تاريخ معين، من الأفضل أن تمارس التخيل المسبق لهذا الحدث، تخيل أسوء سيناريو ممكن أن تمر به أثناء هذا اللقاء وأصعب الأسئلة التي من المحتمل أن توجهك لك فيه وحاول أن تجهز الإجابة عليها مع نفسك أولاً.
تجرأ أمام نفسك أولاً قبل الآخرين
يمكنك تطوير حيلة التخيل التي تناولنها في النقطة السابقة وأن تبدأ بممارسة حيلة مماثلة لها لكنها أكثر تقدماً، هذه الحيلة هي أن تسجل لنفسك وتستمع لصوتك.
استخدم الحاسوب أو الجوال وسجل صوتك وأنت تلقي خطاب أو محاضرة من تخيلك، ثم استمع إلى نفسك وعاين أدائك بعد ذلك، ستشعر بعدم الراحة واستغراب صوتك أو أدائك في البداية لكن مع كثيرة الممارسة ستعتاد على الأمر وستتعرف على جوانب القوة والقصور لديك وستطور من نفسك حتماً، ستشعر بألفة مع نفسك، هذه الألفة هي مقدمة ضرورية لشعورك بالألفة والإيلاف مع الآخرين.
(لمعلومات أكثر عن هذا الكورس اضغط هنا)
في النهاية عزيزي القارئ أرجو أن يكون هذا الموضوع قد قدم لك معلومات ووسائل فعالة في كيفية التغلب على الخوف أو الخجل الزائد أثناء التحدث باللغة الإنجليزية.
نقطة أخيرة نسيت أن أنوه عنها في هذا المقال، وهي أن علينا أن نفرق هنا بين (الرهاب الاجتماعي) وبين (الخجل)، فالشخص الخجول هو شخص انطوائي فقط مع الغرباء أو الأشخاص المختلفين عنه عرقياً أو وظيفياً أو ثقافياً لكنه منفتح مع المجموعات التي يتعامل معها باستمرار والتي يعرف أعضائها جيداً، لكن المصاب بالرهاب الاجتماعي المرضي هو شخص منطو ومنعزل عن المجتمع بصفة مزمنة وليست له أن نشاطات اجتماعية سواء أكانت هذه النشاطات محدودة أو متسعة وهذا النوع يحتاج بالطبع إلى تدخل طبيب نفسي وعلاجه سهل ومتاح بفضل الله.
أيضاً يوجد على صفحات المدونة مواضيع مهمة لها علاقة بموضوع هذا المقال، ومنها على سبيل المثال لا الحصر المواضيع التالية:
- كيف تحقق أهدافك بكل سهولة؟ حيلة ذهنية جديدة من كتابthinkertoys، أتمنى أن تجربها
- هل تعتقد أن دراسة اللغة الإنجليزية صعبة؟ انظر كيف كانت الانجليزية القديمة! ستحمد الله كثيراً
- خطة عمل لحفظ 600 عبارة إنجليزية في 30 يوماً فقط، هل ستقبل التحدي؟
- 6 عبارات مختلفة لتعزية أي شخص باللغة الإنجليزية
- قائمة بأشهر 15 شخص ممن يجيدون أكثر من لغة polyglots، وطرق تعلمهم لهذه اللغات