حقائق هامة عن الملل المصاحب لعملية التعلم وكيفية التخلص منه؟
نفكر, ثم نحلل, وبعد ذلك نعقد العزم ونشمر السواعد, وحينما نبدأ في التنفيذ نتوقف, نتوقف كثيراً في بداية الطريق بسبب الضيق الناتج عن الملل, فكم مرة قلت لنفسك أني أريد تعلم مهارة معينة, كم مرة قلت لنفسك أريد تعلم الإنجليزية أو الألمانية أو أريد تعلم فن كتابة الرواية وبعد أن جمعت المادة اللازمة للدراسة وشرعت بالفعل في التنفيذ توقفت واستسلمت ورضيت وانسحب منهزما من الميدان.
وإن كان الظلام معناه غياب النور, فالحقيقة الهامة التي يجب أن تعرفها عن الملل هو أن تعريفه هو غياب الحب والشوق, وطبقاً لهذا التعريف فالملل يمكن القضاء عليه, ولكي نتخلص منه وتواصل التعلم عليك أن تضيف الى المادة المراد تعلمها شعور يطلق عليه علماء النفس “الشغف” وهو شعور يفوق الشعور بالاهتمام interest , وكما هو واضح من اللفظة فالشغف هو الحب الزائد أو التوق الشديد لبلوغ أو تحقيق هدف ما.
فكيف نكتسب هذا الشعور؟ وكيف يساعدنا على التخلص من الملل؟
يقول علماء النفس أن الحياة العقلية للإنسان تنقسم الى ثلاثة جوانب: الجانب المعرفي, الجانب الشعوري, والجانب الإرادي. والمعرفة يكتسبها العقل من خلال عدة وسائل منها التعلم والدراسة والملاحظة والتجربة, وكما موضح أن الدارسة تكسب العقل المعرفة, لكن الدراسة في حد ذاتها قد تكون مملة وقاسية وثقيلة على النفس في احيان كثيرة, لأنها ترهق العقل, لذا فحينما يتحفز الإنسان لتعلم شيء ما ثم يواجه صعوبة أثناء التعلم فإنه في الغالب يتوقف عن دراسة الشيء المراد تعلمه, ولكي يتخلص من هذا الملل, عليه أن يضيف شعور “الشغف” الى المادة التي يدرسها. فكيف يتم هذا؟
كما هو معلوم أن هناك أشخاص لم يدرسوا التاريخ لكن إذا تم سؤالهم عن حادثة تاريخية معينة تجدهم يقدمون لك معلومات وافية حول هذه الحادثة ذاكرين كل التفصيل والخبايا المتعلقة بها, وذلك بأسلوب سلس وجذاب يفوق أسلوب الكثير من المتخصصين في التاريخ, والسبب في ذلك يعود الى أن هؤلاء الأشخاص لديهم شغف بدراسة التاريخ وحب كل ما هو قديم, فتجدهم يحتفظون في بيوتهم بجرائد قديمة, وطوابع قديمة وعملات قديمة, وصور قديمة, ويشاهدون افلام تسجيلية تتعلق بالمواضيع التاريخية, مثل هذا النوع من الناس إذا ما فكر في دراسة التاريخ أكاديمياً فأنه يتعلمه بسهولة وبإتقان يفوق إتقان أي شخص اخر وذلك لحبه وشغفه بالتاريخ.
كيف تضيف شعور الشغف الى ما تدرسه لكي تتخلص من الملل؟
لنفرض مثلاً أنك تريد تعلم اللغة الإنجليزية, وأثناء دراستك واجهتك صعوبة حفظ تصريف الافعال الشاذة, فعليك أن لا تتوقف عن التعلم بل عليك أن تضيف شعور “الشغف” الى هذه الأفعال لكي تواصل التعلم وأنت منشرح الصدر. ولكي تضيف الشغف عليك أن تتعلم بعض الحيل التي تمكنك من التمتع بهذا الشعور, منها على سبيل المثال لا الحصر:
الربط الثقافي: وهذا يحدث عندما تقول لنفسك مثلاً عليّ ان أحفظ تصريف الأفعال الشاذة التي يتحدث بها الأمريكان في حياتهم اليومية لأنني أود الاطلاع على ثقافة هؤلاء الناس أو أن تقول عليّ ان أحفظ تصريف الأفعال الشاذة التي كان يستخدمها الملك لير أو روميو وجليت أو عطيل في محادثتهم اليومية, أي أنك تريد تعلم اللغة لمعرفة الخلفية الثقافية لمجموعة من البشر.
الربط التاريخي: كأن تقول لنفسك اود الاطلاع على تاريخ وامجاد هؤلاء الناس الذين يتحدثون هذه اللغة, أو أن تبحث مثلاً في تاريخ اللغة الإنجليزية لكي تعرف الخلفية التاريخية الذي أتت منه هذه الأفعال الشاذة وكيف كانت تكتب وتنطق فيما مضى وكيف تطورت هذه الأفعال عبر الزمن لتصبح بصورتها الحالية التي هي عليها اليوم.
الربط الذاتي: كأن تتخيل مثلاً أن مستقبلك وأنت تتحدث هذه اللغة بطلاقة وأنت تستخدم هذه الافعال في أشكالها المختلفة أثناء تحدثك مع صديقك الإنجليزي, أو أثناء القاء محاضرة باللغة الإنجليزية, فأنت بالطبع ستكون بحاجة الى استخدام هذه الافعال في مثل هذه المواقف.
عزيز القارئ في هذا المقال تعرفنا على بعض الحقائق عن الملل أثناء التعلم, وعرفنا أيضاً كيف نتخلص من هذا الملل بتحويل أي شيء ندرسه إلى هواية, ولكي نجعل الدراسة هواية علينا أن نحب ما ندرس, لا نحب فقط, بل نحب بشغف.
اعجبنى الموقع جدا اتمنى ان استفيد منه مستقبلا
موقع جميل جدااا أتمنى لكم المزيد من التقدم. . . ♥♥♥
شكرا على هذا المجهود
بمشكور ع الطرح الر ائع
حقيقة الموقع بدأ يعجبني حقا و سأستمر ان شاء الله في زيارته كلما سنحت الفرصة.
شكرا للكاتب.
شكرا لك اخي بارك الله فيك