بهذه الطرق الثلاث يمكنك تعلم أي شيء بدقة وفي أسرع وقت
أي شيء نتعلمه في الحياة نتعلمه من خلال ثلاث طرق: الطريقة الأولى هي التعلم بالمحاكاة، الطريقة الثانية هي التعلم بالتلقين، الطريقة الثالثة هي التعلم بالتجربة (أو ما يطلق عليه المحاولة والخطأ).
وكل طريقة من هذه الطرق الثلاث بها مميزات، وأيضاً تنطوي على عيوب، وعليك عزيزي القارئ أن تتعرف على هذه المميزات وتلك العيوب لكي تتمكن من اختيار الطريقة التي تناسب المادة الذي ترغب في تعلمها، واضعاً في الاعتبار أن هناك مواد علمية تحتاج إلى المزج بين الطرق الثالث بنسب متفاوتة وأن هناك مواضيع تحتاج إلى أن تبدأ إجباراً بطريقة واحدة ومن ثم يمكنك التنوع، ولكي نوضح هذا الأمر سنستعرض فيما يلي تفاصيل هذه الطرق الثالث.
الطريقة الأولى التعلم بالمحاكاة
مثلاً إذا أردت أن تتعلم التصميم أو الرسم، إذا أردت أن تبدع في فن الخطابة، إذا أردت أن تجيد أي لغة أجنبية، إذا أردت تعلم أي مهارة عليك أن تلتزم بأن تكون بالقرب من شخص خبير في هذا المجال وأن تقوم بتقليده فيما يفعل (مرات عديدة).
فعلى سبيل المثال، إذا أردت أن تكون كاتبا مبدعاً فأختر كاتباً مشهوراً تحبه وأقرأ جميع أعماله وقلد أسلوبه في كتابته مئات المرات إلا أن تتقن أسلوبه وبعد ذلك تلقائياً مع الممارسة المستمرة والمكثفة سيكون لك أسلوبك الخاص والفريد وربما يقول عنك الناس يوماً من الأيام أنك أفضل في الكتابة من “باولو كويلو” الذي كنت تقلده.
وقس على ذلك، إذا أردت إجادة لغة ما، أختر شخصية مشهورة من أهل هذه اللغة وابدأ في الاستماع لخطبه أو أعماله إن كان مذيعاً أو ممثلاً، تابعه لفترة طويلة وقلده في كل شيء: نبرة صوته، طريقة توقفه بين الكلمات، قلد حتى لغة جسده من إشارات وإيماءات.
عيوب هذه الطريقة
مع أن الجميع يعتبر هذه الطريقة هي أفضل الطرق لتعلم المهارات المختلفة وأنا بالطبع من هؤلاء، لكن هذا لا يمنع أن نسلم بأن هذه الطريقة مرهقة لأنك ستحتاج إلى أن تقلد وتمارس وتحاكي أكثر من مرة، أي لابد أن تمارس (المغالاة) في التقليد الذي لا وسطية فيه. لكنها على أي حال ستبقى هذه الطريقة أفضل طريقة يمكنني أن أنصحك بها لكي تعلم أي مهارة بدقة.
الطريقة الثانية التعلم بالتلقين
التلقين يتم عن طريقة معلم متخصص في الموضوع المراد تعلمه، يمكن أن يكون هذا المعلم شخص، أو كتاب، أو ملف فيديو مثلاً، وهذه الطريقة تعتبر طرق إجبارية لتحصيل بعض العلوم مثل العلوم الشرعية والمواد الدراسية أو حتى المهارات التي ذكرناها في الطريقة السابقة إذا أردنا أن نقلل الكلفة المادية والبدنية في تعلمها.
مميزات هذه الطريقة هي أنها لا تعرضك للمخاطرة وخسارة الوقت في التجربة ومن ثم التراجع القهقري إلى نقطة البداية في حالة إن لم تصلح معك الطريقة الأولى، لكنها في نفس الوقت تحتوي على عدة عيوب.
عيوب هذه الطريقة
من عيوب هذه الطريقة هي أنك ربما ينتقل إليك بطريقة مباشرة أو غير مباشرة رأي معلمك الشخصي بما فيه من أخطاء ومبالغات وتشويه لبعض الحقائق، وقد تكون هذه الأخطاء بقصد أو بدون قصد، سواء أكان هذا المعلم كتاب أو شخص، أي أنك ربما تتأثر باتجاه أحادي التفكير إذا ما طبقت هذه الطريقة بسلامة نية، لذلك يقولون “نوع مصادر تعلمك ولا تعتمد على معلم واحد”
الطريقة الثالثة التعلم بالمحاولة والخطأ
هذه الطريقة مثل الطريقة التي يمارسها الأطفال عند تعلمهم المشي، فأنهم ينظرون إلى الكبار ويلاحظونهم وهم يمشون ومن ثم يقلدون، وبعد محاولات كثيرة ينجحون في أخر الأمر سواء بدون أو بمساعدة الكبار.
الفرق بين هذه الطريقة والطريقة الأولى (التعلم بالمحاكاة) هي أن المتعلم لا يجد معلم لكي ينظر إليه ويقلده بل ينظر إلى العمل نفسه محاولاً تقلديه، فلا يوجد رسام لكي تقلده في هذه الطريقة وإنما توجد لوحة مرسومة وأن عليك أن تبدع مثلها من خلال ملاحظتها والنظر إليها وتقليد تفاصيلها الفنية أكثر من مرة.
مميزات وعيوب هذه الطريقة
مميزات هذه الطريقة أن تريح المتعلم من البحث عن المعلم المناسب لكي يتم محاكاته والذي يصعب العثور عليه في كثير من الأحيان، لكنها في الوقت نفسه لا تصلح مع كل أنواع العلوم أو المهارات، كما أنها مستغرقة للوقت، وكلفتها المادية والبدنية أكبر.
لماذا يفشل الكثير في التعلم بأي طريقة من الطرق السابقة؟
نفشل نتيجة الملل، والملل يأتي من التسرع، والتسرع ينتج عن غياب الرؤية، فمثلاً حينما يرى شخص ما أن “فلان” قريبه او جاره نجح في مشروعه الخاص وأصبح الأهل والجيران يشيرون إليه بالبنان، ففي هذه الحالة يفكر هذا الشخص في تقليد مشروع هذا الفلان الناجح، ليس حباً أو اقتناعا بما يعمل بل من باب التقليد فقط، في هذه الحالة إذا كان التقليد نابع عن الغيرة وليس “الاستلهام” ففي هذه الحالة يفشل الشخص ويستسلم حينما تشتد عليه العواصف وعندما تقسو عليه الصعاب أثناء التعلم.
لذلك دعك من تقليد الآخرين وحدد هدفك أنت لكي تتحمل مصاعب تحقيق النجاح ولكي تستمتع بلذة تحقيقه أيضاً.